|
|
الاستيطان المبكر في المنطقة الشرقية "عين السيح"مجلة الواحة العدد السادس والعشرون-الربع الثالث 2002 م الثقافة
الخليجية من أوائل الثقافات المحلية
الساحلية في المنطقة الشرقية التي احتكت
وتعاملت مع حضارة العُبيد في جنوب بلاد
الرافدين في الألف السادس والخامس قبل
الميلاد. إن
هذه الثقافة التي تعود إلى العصر الحجري
النحاسي لا نعرف عنها سوى القليل وذلك لقلة
الحفريات الأثرية في المنطقة وأيضا لشح
المعثورات في مواقعها الأثرية وأيضا لعدم
التمكن من معرفة أماكن دفن الموتى التي تكون
قبورها عادتا غنية بالمرفقات الجنائزية، لذا
نجد صعوبة في التوصل إلى فهم التركيبة
العرقية والثقافية المحلية لسكان الساحل.
وتعتبر
هذه الفترة فترة انتقالية من ثورة العصر
الحجري الحديث ومن مرحلة الصيد وجمع الطعام
إلى مرحلة الرعي والزراعة واستخدام النحاس مع
الاستمرار بتصنيع الأدوات الحجرية وصيد
الحيوانات البرية، وبما أن معظم هذه
المستوطنات ساحلية فقد أخذت الطابع الساحلي
من صيد السمك واستخراج اللؤلؤ من مياه الخليج
العربي واستغلال مياهه في عملية التنقل للصيد
والتجارة واكتشاف أماكن جديدة مناسبة لحياة
معيشية أفضل (هجرات ساحلية محلية).
حضارة
العُبيد: لقد عثر باحث
الآثار السيد/ ليونرد وولي بعد الحرب
العالمية الأولى على أول دليل على الاستقرار
في مرحلة ما قبل التاريخ في موقع يسمى العُبيد
على بعد 6.5 كيلومتر إلى الغرب من مدينة أور في
جنوب العراق. لا
أحد يعرف أصل العُبيديون أو من أين قدموا لكن
لم تتمكن حضارة من قبل أن تكون قادرة على
التأثير على الكثير من المناطق إذ أن فخار
العبيد انتشر إلى شمال العراق حتى سوريا والى
الجنوب وعلى الساحل الغربي للخليج العربي. العُبيديون
أول من استعمل طرق الري بشكل واسع النطاق
واخترع الكتابة و إقامة المباني بالآجر
المشوي واخترع الدولاب للمركبات والمحراث
للزراعة والقوارب الشراعية في النقل البحري،
وعرفوا صب المعدن (النحاس) في قوالب مما أدى
إلى تطور السلاح والأدوات، وكان فخار هذا
العصر متماثلا تقريبا صنع بالدولاب البطيء
وهو من الطين الأخضر المصفر وزخارفه هندسية
بسيطة أحادية اللون الأسود أو البني الغامق . ولقد
قسمت فترة حضارة العُبيد في بلاد الرافدين
التي تعود إلى العصر الحجري النحاسي إلى عدة
مراحل: أولا-
مرحلة أريدو (5300 – 5080 ق.م) ثانيا-
مرحلة حجي محمد (5080
– 4340 ق.م) ثالثا-
مرحلة العُبيد القياسية (4300 – 3900 ق.م) رابعا- مرحلة العُبيد الأخيرة (3900 – 3500 ق.م) ولقد
كان يعتقد بعض الباحثين1
أن حضارة جنوب بلاد الرافدين (حضارة العُبيد)
هي من صنع عناصر كانت تسكن على شاطئ الخليج
العربي وسواحل جزيرة العرب، وقد ثبت خطأ هذه
الفرضية من خلال قيام بعض العلماء الباحثين،
وعمل تحاليل كيميائية لصلصال بعض قطع الفخار
ألعُبيدي المكتشفة في منطقة الخليج العربي،
فأثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن مادة
الصلصال تعود إلى نفس المادة التي صنعت منها
الأواني العُبيدية في مدن جنوب بـلاد
الرافدين 2. مواقع
فترة حضارة العُبيد في المنطقة الشرقية: لقد
أكتشف أول موقع يعود إلى فترة حضارة العُبيد
على ساحل الخليج العربي في المنطقة الشرقية
من قبل السيدة جريس بركهولدر3
في سنة 1968م جنوب مدينة الجبيل بحوالي 12 كم
وبحوالي 45كم شمال واحة القطيف و 9 كم عن جبل
بري و يبعد عن ساحل
البحر حوالي 1500م، هذا
الموقع هو موقع الدوسرية وهو على تل رملي كبير
يرتفع عن سطح البحر بحوالي 11م، هذا الموقع بين
الرمال وعلى ارتفاع حوالي
7 م عن سطح البحر، ولقد أرخ البروفسور جفري
بيبي فخار هذا الموقع بفخار فترة العُبيد
وكان هذا الاكتشاف أحد أهم الاكتشافات في
المنطقة الشرقية، لقد عثر في هذا الموقع على
آثار فخارية تنتمي إلى ثقافة العُبيد مع
بقايا صوانية مصنعة من مقاشط وسكاكين ورؤوس
سهام كما وجدت المخارز و المثاقب الصغيرة كما
وجد مبعثرا على سطح الموقع قطع من الجص تحمل
انطباع القصب مما يدل على وجود نوع من أنواع
السكن في هذا الموقع، كما أن بعض بقايا هذه
القطع الجصية قد نمى عليها حيوان النو البحري
مما يدل على ارتفاع منسوب مياه الخليج العربي
على هذا الموقع. لقد
أقام الدكتور عبد الله مصري1
في موقع الدوسرية سبعة مجسات اختباريه بأطوال
2× 2 متر لكل مجس وبعمق حوالي 3.50 متر، اتضح من
هذه المجسات وجود 7 طبقات استيطانية أحدثها
تعود إلى 4185 ق.م المتزامنة
مع فترة العُبيد الثالثة المثالية و أقدمها
تعود إلى 4950 ق.م المتزامنة مع فترة حجي محمد
أو فترة العُبيد الثانية. ولقد
كان اعتماد السكان الغذائي في هذه المستوطنة
على الموارد البحرية وكذلك
الأغنام والماعز إذ وجدت عظام الأسماك
والأصداف وعظام الحيوانات المستأنسة في هذا
الموقع. ومن
المواقع التي تعود إلى فترة حضارة العبيد
التي نقب فيها الدكتور عبد الله مصري موقع
أبوخميس ويبعد حوالي 85 كيلومتر إلى الشمال من
موقع الدوسرية عند رأس الزور ويتألف من تل
يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار احتوت طبقاته
السكنية على كميات وفيرة من الفخار والأدوات
الحجرية المصنعة بما في ذلك مثاقب صغيرة،
وتعود أدوات الطبقة السفلة فيما بين حوالي 3710
و 3615 سنة ق.م بينما تعود الأدوات التي عثرت على
سطح أرضيته إلى حوالي 3800 سنة ق.م ، ويظهر
الفخار هنا تشابها مع طراز فخار العبيد
النموذجي و المتأخر. وقد عثر على كثير من قطع
الجص وعظام الأسماك والحيوانات وأصداف
المحار مما يوحي بقيام نمط حياة مماثل لنمط
الحياة في موقع الدوسرية لكن لمدة اقصر.
وموقع
آخر داخلي نقب فيه الدكتور عبد الله مصري
في منطقة الهفوف في عين قناص، ويضاهي
الفخار الذي وجد على السطح فخار مرحلة حضارة
العبيد الثانية في بلاد الرافدين (حجي محمد)،
والفخار الذي وجد في الأربعة طبقات الأولى
اقل صقلا وأقدم عهدا، ولم يعثر على أي فخار
تحت الطبقة الرابعة.
وقد
كشفت حفرية الدكتور عبد الله مصري على أربعة
عشر طبقة مميزة كما كشفت عن وجود رأس بئر في
القعر، وقد تضمنت جميع الطبقات السفلة على
أدوات صوانية. ومن
النتائج القيمة والباهرة التي أسفرت عنها
أبحاث الدكتور عبد الله مصري لهذا الموقع
اكتشاف أدلة على استمرار لحضارة تمتد من
أزمنة العصر الحجري السابق للفخار حتى أزمنة
الفخار الأولى، وان الحضارة الحجرية في
المنطقة قد تكون حلقة الوصل في امتداد زمني مع
العصور الحجرية السابقة. عين
السيح[1]: تقع عين السيح في
المنطقة الشرقية جنوب الظهران بعشرة
كيلومترات وشمال غرب العزيزية بأربعة
كيلومترات و عن مياه الخليج العربي المفتوحة
بحوالي خمسة كيلومترات لكنها على نهاية دوحة
السيح من الجهة الشمالية وهي واحة صغيرة
فيها أشجار النخيل أهملت حديثا بها عين
ماء قديمة معروفة باسم عين السيح يعتقد أن
تكون موطننا لعرب فارس الذين هاجروا المنطقة
إلى بر فارس وأسسوا مدينتهم الثانية لنجة2.
لقد
شهدت منطقة العزيزية وعين السيح زحف عمراني
حديث مسح معظم ملامح مواقع تلال أثرية2
فلم يبقى من هذه المواقع
التي كانت منتشرة إلا على الجزء الغربي من
منطقة عين السيح وهي لبقايا مستوطنة قد تعد من
اكبر مواقع الاستيطان المبكر على الساحل
الشرقي من الجزيرة العربية في الألف السادس
والخامس قبل الميلاد. إن
الموقع الذي نحن بصدده وإحداثياته خط عرض 24.9
ًً 12 َ 26 ْ شمالا وخط
طول 13.7 ً 09 َ 050 ْ
شرقا يقع غرب عين
السيح بحوالي 1 كم (شكل 1)، وبحوالي 4 كلم جنوب
حقل مدافن الظهران التي تعود إلى الألف
الثاني والأول قبل الميلاد، وهي مجموعة من
المواقع الأثرية القريبة
من بعضها إحداها على أرض سبخة رملية منبسطة
عليها علامات شبيهه بأقواس دوائر بطول مئات
الأمتار نتجت عن تقدم البحر وانحساره في فترة
عهد الهولوسين1
من النصف الثاني للألف
السادس قبل الميلاد وهي مرتفعة عن سطح البحر
بحوالي 1.2م (شكل 2).
شكل (1) موقع عين
السيح.
شكل (2) الموقع على
ارض سبخة. لقد
وجد على أطراف هذه السبخة الرملية على الكثير
من أجزاء كبيرة وصغيرة من أواني فخارية حمراء
وبعجينه سوداء بفوهة كبيرة وبحافة مائلة
للخارج، البدن بيضاوي الشكل وبدون قاعدة
احتوى سطحها الداخلي على بقايا القار الطبيعي.
ووجد
أيضا الكثير من قطع القار التي عليها طبعة
الحصير وهى قد تكون بقايا لقطع اكبر كانت
تستخدم كمادة عازلة للقوارب أو العبارات
الصغيرة. إن
وجود مادة القار في الموقع
يدل على استيراد هذه الفخاريات مملوءة
بالقار من مناطق بعيدة إذ لا يوجد مصادر للقار
في المنطقة الشرقية2
مما يدل على حركة تجارية بحرية مبكرة عبر
الخليج العربي في الألف السادس قبل الميلاد
لجلب هذه المادة البترولية، وكانت معظم هذه
القطع الفخارية بحالة سيئة جدا وكانت تتفتت
بلمسها وذلك لطبيعة
الموقع، لكن بعض منها كان بحالة يمكن أن ترفع
من الموقع مثل جزء من آنية من الفخار
الأخضر الفاتح عليها حزوز ولها مقبض،
وأيضا جزء كبير من كأس من الفخار البرتقالي
اللون بحالة سيئة نمى عليه حيوان النو البحري
وهو أول قطعة اكتشفت على ارض الموقع في أواخر
عام 1987م وهي شبيهة لكاس آخر وجد في السبخة وهو
جزء كبير بارتفاع 10 سم وبفتحة قطرها حوالي 9 سم
وبقاعدة صغير بقطر 3 سم وهي بلون برتقالي فاتح،
بداخل الكأس بقايا القار وبه قواقع بحرية،
هذا الكأس قد صنع بالدولاب البطيء .
كما
وجد على أجزاء كبيرة لجرة برتقالية اللون بها
مصب (بزبوز) بالقرب من الفوهة، الفوهة بقطر 8سم
و بارتفاع 2 سم، وكان حيوان النو البحري ملتصق
على معظم هذه الكسر الفخارية من الداخل
والخارج وعلى بقايا مادة القار من الجهة
الداخلية(شكل 3)، ووجد أيضا جزء كبير لقاعدة
جرة تخزين بعجينة بنية اللون وخشنة
نما عليها حيوان النو، قطر القاعد حوالي 21
سم وسمكها حوالي 4 سم، وسمك البدن المتبقي
حوالي 2.5 سم.
شكل
(3) جزء من
جرة على ارض الموقع. ووجد
أيضا على أرض السبخة الرملية مجموعة من القطع
الحجرية الصوانية المصنعة التي تمثل مقاشط
وسكاكين كان معظمها في مجموعة واحدة.
أما
القطع النحاسية في الموقع نادرة جدا وبحالة
سيئة بسبب رطوبة وملوحة الأرض. ومن
المعثورات المهمة المكتشفة جذع شجرة متعرج
بلون بني غامق و بطول 115 سم وقطر 10سم كان ظاهرا
منه جزء بسيط فقط بطول 10 سم عليه علامات التلف
لتعرضه لعوامل التعرية، أما الجزء الأكبر من
هذا الجذع فكان مدفونا إلى عمق حوالي 30 سم تحت
سطح التربة الرملية الرطب وهو بحالة جيدة وان
حيوانات النو[2]
البحري ملتصقة عليه. وعلى طرف هذا الجذع من
الجهة المدفونة علامات القطع بأداة حادة قد
يكون الفأس كما أن حيوانات النو كانت لاصقة
على الخشب وليس على اللحاء مما يثبت أن اللحاء
قد نزع عن الجذع لسبب ما قد يكون لبناء أو
تصليح نوع من القوارب المحلية الصغير على أرض
الموقع أو أن يكون هذا الجذع مع القطع الأخرى
لحمل ورفع قارب صغير على الشاطئ القديم بقصد
التصليح ؟ هذا
الجذع كان بالقرب من ثلاث قطع خشبية لم تستخرج
بعد، كما يوجد القليل منها في الموقع، قد يكون
هذا الجذع لشجر الأكاشية (ACACIA
Mill) وهذا افتراض
أولى ليس مبني على دراسة مخبرية لكن بالنظر
عليه فهو شبيه به[3].
يوجد
في المملكة العربية السعودية 14 نوع من أشجار
الأكاشية منها ثلاث أنواع تعيش في
المنطقة الشرقية وهي[4]: 1-A.ehrnbergiana Hayne 2-A.tortilis Hayne 3-A.farnesiana Willd إن
سبب حفظ هذا الجذع من الخشب من التحلل كل هذه
السنين الطويلة هو تركيز أملاح البحر في مادة
الخشب و اندفانه السريع في الرمل وذلك لنشاط
الرياح المحملة بالأتربة بعد تراجع ماء البحر،
وأيضا لرطوبة التربة إذ أن هذا الموقع على ارض
سبخة.
أما
بالنسبة للفخار الذي اشتهر به العُبيديون
بصنعه وهو الفخار الأخضر الفاتح الذي به خطوط
هندسية سوداء وجد في طبقات الفروش الصلبة
البيضائة اللون، هذه الطبقة الأرضية من
الفروش شمال السبخة الرملية وجب تكسيرها
لاستخراج تلك الكسر الفخارية، وكان بعض من
هذه الكسر الفخارية عليه حيوان النو البحري.
كما يوجد بناء كبير مرتفع غطت الكثبان
الرملية معظمه يلاحظ به جدران عريضة مليسه
مبنية بالحجارة وعلى المبنى كسر من الفخار
الإسلامي، وعلى أطراف المبنى السفلة قواقع
مياه عذبة من نوع (Melanoides tuberclata)
مما يوحي بوجود مصدر ماء، إن وضيفة هذا
المبنى وتاريخ بنائه ليس معروف إلى أن يتم
التنقيب فيه. وأخيراً
الموقع السكني لهذه المستوطنة ويقع غرب
المبنى الحجري وهو عبارة عن شريط ضيق على
أطراف نهاية منطقة كثبان رملية انتشرت عليها
الكثير من قطع وكسر جصية رمادية عليها طبعة
الحبال الليفية التي تمثل أجزاء من أكواخ أو
عشش سكنية، هذه القطع الجصية قد نما عليها
أصداف حيوان النو البحري (Barnacle)
من نوع (Balanus amphitrite)
مما يدل على وجود المستوطنة ووقوف هذه
الأكواخ أثناء ارتفاع منسوب مياه الخليج
العربي، وكانت بعض هذه القطع الجصية صبغت
بلون الأبيض أو الزهر على الجزء الأملس لذي
نما عليه حيوان النو، أما كسر الفخار في هذا
الموقع فهي نادرة قد يكون بسبب زحف كثبان
الرمل. إن ارتفاع منسوب
مياه البحر قد اثر على استيطان مبكر على
الساحل الغربي من الخليج العربي في موقع عين
السيح
المعاصر
لفترة حضارة العبيد في بلاد الرافدين إذ أن
المعطيات والأدلة على أرض الموقع من أصداف
بحرية من نوع (Circe arabica)
و (Sanguinolaria ? cumingiana) و (Cerithidea
cingulata)
وأيضا (Pinctada radiata) بوضعية طبيعية
يدل على تقدم البحر وغمره للموقع كما أن فخار
العبيد وقطع الطين التي عليها طبعة الحبال
الليفة نما عليها أصداف حيوان النو البحري
وكانت نتائج تحليل كربون 14 لتلك الأصداف
البحرية في هذا الموقع كما يلي1: 1-
4965-5475 ق.م 2-
5065-5520 ق.م 3-5070
–5590 ق.م وكانت
هذه الأصداف البحرية منتشرة على سطح
موقع السبخة الرملية إلى عمق حوالي 30سم
مما يدل على ارتفاع منسوب مياه الخليج العربي
لعدة سنوات، هذا الارتفاع في منسوب المياه
لابد وان أثر على مياه الآبار القريبة من
الساحل وان تختلط المياه العذبة مع المالحة
لتصبح مياه غير صالحة للشرب مما سبب إلى هجر
والابتعاد عن هذه المنطقة، وبعد فترة طويلة
بعض الشيء من الزمن وبعد انخفاض منسوب مياه
الخليج العربي رجعت الحياة إلى هذه المنطقة
ورجعت مصادر المياه العذبة ورجع الاستيطان
بفترات زمنية أخرى جمدة نصر، دلمون،
الهلنستية، الإسلامية.
أن
الكشف عن جذور ثقافة الخليجيون الأوائل في
العصر الحجري النحاسي رهن بنتائج الكشوف
الأثرية التي ما تزال جارية في بعض المواقع من
ساحل الخليج العربي، وأني اعتبر هذه
المستوطنات في المنطقة الشرقية التي تعود إلى
فترة ثقافة العبيد والتي بلغ عددها حوالي 40
موقع من مواقع صغيرة أو كبيرة هي من نتاج
الهجرات من بعد العصر الحجري الحديث من مناطق
الجفاف والتصحر إلى مناطق أفضل في المعيشة من
ناحية وجود المياه العذبة وتوفر مصادر
الغذاء، أو أنها قد تكون من بقايا الأقوام
التي كانت مستقرة في قلب الخليج العربي عندما
كان الخليج جافا وكانت الأنهار القديمة تمر
في منخفض منطقة الخليج إلى أن تصب في بحر
العرب عند مضيق هرمز، هذه الأقوام اضطرت إلى
الهجرة بسبب دخول مياه بحر العرب إلى المنخفض
مكونتا بهذا الخليج العربي مما اجبر تلك
الأقوام إلى الرحيل والاستقرار على الطرف
الغربي من الخليج العربي إذ انه لم تكتشف
مواقع تعود إلى فترة ثقافة العبيد على الساحل
الشرقي للخليج العربي لسبب ما قد يكون بسبب
الظروف البيئية أو المناخية.
إن موقع عين
السيح يعتبر من أهم واكبر مواقع الاستيطان
المبكر في الجزيرة العربية
على ساحل الخليج العربي، هذا الموقع لم
ينقب فيه بعد وهو تحت خطر الزحف العمراني
السريع الذي أزال
معظم بقايا هذا الاستيطان. إن
التنقيب العلمي بهذا الموقع سيكشف عن الكثير
من الأسئلة التي تتعلق بالمناخ القديم
والظروف البيئية التي ساهمت في تكوين الخليج
العربي وأيضا تكيف إنسان هذه المنطقة وهجراته
المحلية لظروف هذه المتغيرات، إن هذا الموقع
المتكامل من أفضل المواقع للدراسة الأثرية
وان الكثير من الحلقات الضائعة من تاريخ
المنطقة القديم بين رمال هذا الموقع الفريد
والغني بمعثوراته المتنوعة التي تدل على
استقرار مبكر في فترة لا نعرف عنها إلا القليل
في منطقة الخليج العربي فهل تسبق الجرافات
بمسح المتبقي من ذاكرة الأرض في طيات موقع عين
السيح !!!
نبيل يوسف الشيخ يعقوب
متحف الدمام الإقليمي المصادر
والمراجع العربية: آل
ثاني، هيا علي جاسم، الخليج العربي في عصور ما
قبل التاريخ (صلات دلمون بآمورو وبالآموريين)
الطبعة الأولى 1417هـ – 1997م ، ص44. الشباط،
عبد الله أحمد، هذه بلادنا، الخبر، ص20. المصادر
والمراجع الأجنبية: H. A. McCLURE
AND N.Y.AL-SHAIKH Arabian
archaeology and epigraphy Palaeogeography
of an’Ubaid archaeological site, Saudi Arabia 1993.pp 107-125 Migahid, Ahmad
Mohammad FLORA OF SAUDI
ARABIA FOLUME 2, THIRD
EDITION 1989, PP. 3-8 1
أطروحة الدكتور عبد الله مصري . 2
آل ثاني، هيا علي جاسم،الخليج العربي في
عصور ما قبل التاريخ (صلات دلمون بآمورو
وبالآموريين) الطبعة الأولى 1417هـ – 1997م ، ص44،
نقلا من المصدر الأجنبي: Oates, J., et.
Al.”Seafaring Merchants of Ur?”, Antiquity, Vol: LI,
(1977),P.232. 3
السيدة جريس بركهولدر كانت أحد موظفي شركة
أرامكو ومن أحد أوائل المهتمين بتاريخ
المنطقة.
1
مدير عام إدارة الآثار والمتاحف سابقا. [1]
لمزيد من المعلومات عن موقع عين السيح أنضر
المصدر الأجنبي: H. A. McCLURE AND N.Y.
AL-SHAIKH Arabian archaeology and
epigraphy Palaeogeography of an’Ubaid
archaeological site, Saudi Arabia 1993.pp 107-125 2
الشباط، عبد الله أحمد، هذه بلادنا،
الخبر،ص20 3
زيارات ومشاهدات شخصية للمنطقة. 1
عهد الهولوسين قد بداء منذ حوالي 10.000 سنة
قبل الميلاد ولازال مستمرا حتى ألان ومع
بدايته فقد انتهت تلك العصور الجليدية
وتحسن المناخ وتراجع الجليد كليا إلى
المناطق القطبية الحالية واستقرار مستوى
المحيطات والبحار في العالم. 2
هذا القار قد جلب من إيران (بعد تحليل مادة
القار من موقع عين السيح) [2]
هذا الكائن البحري يعيش في الأماكن التي
تنكسر عليها أمواج البحر. [3]
ملاحظة شخصية. |
|
Send E-mail to
TSN@The-Saudi.Net with questions or
comments about The Saudi Network. We are Looking for Business Sponsorship or Marketing Partnership |