|
|
المنطقة الشرقية في عصور ما قبل التاريخمجلة
الواحة
الجزيرة العربية وتكون الخليج العربي:
لقد كانت الجزيرة العربية جزءًا من
القارة الأفريقية قبل 35 مليون سنة، وبفعل
العوامل الجيولوجية وتحركات الصفائح الأرضية
(Plate
Tectonic) فقد تعرض الدرع
العربي النوبي لعملية رفع بطيئة مصحوبة
بانحناء تقعري امتد محوره على امتداد البحر
الأحمر، هذه العملية سببت انكسارات وتشققات
بالقشرة الأرضية أدت إلى انفصال الدرع العربي
نهائيا عن الدرع العربي النوبي من ناحية باب
المندب قبل خمسة ملايين سنة ودخول مياه
المحيط الهندي إلى البحر الأحمر، ونتج عن هذا
التمزق ابتعاد الجزيرة العربية باتجاه
الشمال الشرقي وان تصطدم بالصفيحة الآسيوية
لتكون جبال زاغروس في إيران وسلسلة جبال
عُمان وانخفاض في الجزء الشرقي من الجزيرة
العربية وتدفق مياه المحيط الهندي إلى الخليج
العربي عبر بحر العرب، وبسبب العصور الجليدية
في العصر الرباعي (Quaternary) فقد انخفض
مستوى البحار في العالم إلى حوالي 120م عن
مستوى سطح البحر الحالي فجف الخليج العربي
وشقت الأنهار القديمة الطريق إلى مضيق هرموز
لتصب هناك، وفي نهاية العصور الجليدية وبداية
عهد الهولوسين تقلص حجم القطب الشمالي فارتفع
منسوب مياه البحار فدخلت مياه المحيط الهندي
إلى الخليج العربي وابتداء تراجع
تلك الأنهر إلى شط العرب في بلاد الرافدين
قبل 10.000سنة تقريبا[1]إلى
أن تشكل الخليج العربي وأخذ شكله العام في
الألف الرابع قبل الميلاد. المناخ
القديم: إن
الزمن الذي يعنينا في دراسة ما قبل التاريخ هو
حقب الدور الرابع (Quaternary) ففي هذا العصر
ظهر الإنسان ضمن الطبقات الجيولوجية العائدة
به ووجدت آثاره الأولى من أدوات حجرية في
القارة الأفريقية، ولقد أرخت بدايته منذ
حوالي مليونين سنة خلت ويقسم إلى عهدين: أولا-
عهد البليستوسين (Pleistocene): وهو
عهد شديد البرودة وكثير التقلبات المناخية
كان له اثر عميق على البيئة وعلى حياة البشر
إذ تغير المناخ على فترات متتالية بين البارد
والدافئ في المنطقة الشمالية من نصف الكرة
الشمالية على شكل عصور جليدية (Glaciations) ولأربع فترات
متتالية أو أكثر حيث وصل الجليد حتى خط عرض 45
درجة وغطى أجزاءً كبيرة من أوروبة وآسيا
وشمال أمريكا فصلت بينها عصور مطيرة دافئة (Inter
glaciations) كثرت بها
البحيرات العذبة، ولقد أثرت هذه التقلبات
المناخية في البليستوسين على المحيطات أيضا
فعند نهاية كل عصر جليدي يذوب الجليد فيزداد
مستوى مياه البحار في الارتفاع قد يصل إلى 120م
وتقدمه نحو اليابسة وهذه تسمى عملية المد (Transgression) وكانت تتراجع
مياه المحيطات والبحار أثناء العصور
الجليدية وهذه تسمى بعملية الجزر (Regression).
المعروف بوجه عام إن الظروف المناخية
التي سادت في المملكة العربية السعودية في
العصور القديمة في فترة أواخر البليوسين (Pliocene) وأوائل
البليستوسين (3.5 – 1.6 مليون سنة) قد شهدت كمية
غزيرة من الأمطار سببت في سيل الأنهار
الموسمية وتكون البحيرات العذبة لكن انخفاض
كمية الأمطار أبان الجزء الأول من عهد
البليستوسين أدى إلى توقف هذه الأنهار، وفي
نهاية عصر البليستوسين عادت هذه الأمطار لكن
ليست بالقوة الكافية لتسيل بها تلك الوديان
والشعاب وكانت تصحب هذه الفترة نسبة عالية من
الرطوبة تفوق الفترات التي سبقتها وبلغت
ذروتها ما بين 32.000 و 20.000 سنة قبل الآن وكانت
تلك البحيرات ممتلئة بالماء ثم انخفض منسوبها
ما بين 20.000 و 10.000 سنة قبل
الآن. ثانيا-
عهد الهولوسين (Holocene): وقد بدأ منذ
حوالي 10.000 سنة ولازال مستمراً حتى الآن ومع
بدايته فقد انتهت تلك العصور الجليدية وتحسن
المناخ وتراجع الجليد كليا إلى المناطق
القطبية الحالية واستقرار مستوى المحيطات
والبحار في العالم. إن
منطقة جبه بصحراء النفوذ وصحراء الربع الخالي[2]
والمندفن قد شهدت سلسلة متتابعة من البحيرات
في عهد الهولوسين وكانت ذروتها ما بين 10.000 و
6.000 سنة قبل الآن وكان هذا العهد رطبا ومطيرا
لكنه لم يكن أكثر من البليستوسين، وابتدأ في
هذا العهد أيضا زيادة في تكون الرمال والظروف
المناخية الشديدة الحرارة والجفاف وارتفاع
في تكوين الكثبان الرملية في الربع الخالي
وصحراء الدهناء والجافورة، وجفت بحيرات
الربع الخالي وتكونت رواسبها في أماكن كثيرة
وكانت القطع الصوانية المهذبة لتلك العصور
الحجرية متزامنة لفترات تلك البحيرات، كما
ساعدت الفترات المطيرة في مراحلها المتعددة
على ملئ مستودعات المياه الجوفية وتفجير
الينابيع والعيون بالمنطقة الشرقية في واحات
الأحساء والقطيف ويبرين وواحات وادي المياه
ولم يكن هذا التصحر ظاهرة محلية في عهد
الهولوسين إنما كانت ظاهرة تصحر عالمية فكانت
في الهند وشمال أفريقيا واستراليا ولقد تخللت
فترات الجفاف هذه فترات قصيرة رطبة ومطيرة
أيضا. الأنهر
القديمة في المنطقة الشرقية[3]: في
العصر الرباعي الذي ابتدأ منذ مليونين سنة
انخفض مستوى مياه البحار عدة مرات بسبب
العصور الجليدية فجف الخليج العربي وتحول إلى
أرض منخفضة يابسة تجري فيها شبكة من الأنهار
مثل كارون والكرخة (من جبال زاجروس) ودجلة
والفرات (من جبال جنوب تركيا) لمسافة حوالي 800كم
في منخفض الخليج العربي حتى تنتهي عند مضيق
هرمز لتصب هناك مكونتا دلتا على بحر العرب، إن
هذه الأنهار غمرت فيما بعد بنهاية آخر عصر
جليدي بدخول مياه المحيط الهندي عبر بحر
العرب إلى منخفض الخليج العربي وتراجع مصب
هذه الأنهار إلى رأس الخليج وشط العرب في
الألف الخامس قبل الميلاد، هذه الأنهار قد
تكون تلك الأنهار القديمة التي ذكرت في سفر
التكوين. كما أن أحد الأنهار التي تكونت في
المنطقة الشرقية كانت من ناتج مياه الينابيع
الغزيرة في منطقة الأحساء والذي قد يكون
النهر المعروف محليا بنهر محلم[4]
أو انه تكون من عدة مسارات لعدة عيون لتكون مجرى مائي واحد كالنهر ليصب
في الخليج العربي، هذا النهر توقف لكن رجع بعض
الشيء بعد مشروع الري والصرف في منطقة
الأحساء لكن بمجرى آخر وذلك بسبب زحف رمال
الجافورة على المنطقة وكان هذا النهر يسير
ببطيء من أرض واحة الأحساء التي ترتفع حوالي
150م عن سطح البحر وتميل إلى ناحية الخليج شرقا
مرورا بمنطقة كنزان التي بها مواقع أثرية
لاستيطان يؤرخ بالنصف الأخير للألف الأول قبل
الميلاد، كما أن عينات من قواقع المياه
العذبة في سبخة الحمام في الموقع المعروف
بمنجم الملح أرخت بواسطة كربون 14 من 3.010 إلى
3.110 سنة ق.م[5]
وهذا يعلل وجود مستوطنة من الألف الثالث قبل
الميلاد وآلاف المدافن على الأرض المرتفعة
التي تطل على السبخة التي ربما كانت بحيرة
عذبة في الماضي كونها ذلك النهر، كما أن أحد
المواقع المهمة المعروفة بمنطقة قنوات الري
القديمة والمؤرخة بمنتصف الألف الأول ق.م
والتي تقع غرب رأس قرية قد تكون مجاري مياه
لسقي المثابر التي زرعت فيها الأرز وغمرت
بمياه هذا النهر، وبالقرب من هذا الموقع أيضا
والى الجنوب الشرقي منه موقع صغير به قنوات ري
بها فخاريات تعود إلى فترة ثقافة العُبيد مما
يدل أن ذلك النهر القديم كان يغذي هذه المنطقة
الزراعية عبر آلاف السنين فنشأت على ضفافه
بعض المستوطنات في بيئة تعرف اليوم ببيئة
جافة صحراوية قاحلة وأرض سباخ. كما
أن منطقة وادي المياه التي تعرف قديما
بالستار تقع جغرافيا بين السهل الساحلي على
الخليج العربي وهضبة الصمان غربا يعرف عنها
بكثرة مصادر المياه والمناهل كما أن هذا
الوادي يشكل مجموعة
من السباخ الداخلية الضخمة منها (مملحة
الفوار، سبخة الصرار، سبخة ثاج، سبخة
الخويصرة، سبخة فليفلة، سبخة الضبطية، سبخة
أبواب) التي يتبخر ماؤها في فترة الصيف مخلفة
طبقة ملحية مترسبة على السطح وبعد هطول المطر
يبقى الماء فوق السطح لتشبع السبخة، ونلاحظ
على خارطة بلاد العرب (Arabia) المؤرخة في سنة
1734م (الخارطة 1) أن هذا الوادي يشكل نهرا قد
تكّون عن عملية تصريف المياه الزراعية
الزائدة من إحدى قنوات التصريف الكبيرة في
الطرف الجنوبي من بلاد الرافدين في الماضيArtificial River) An) أو أنه كان في
الأصل أحد فروع نهر شط العرب، هذا المجرى ممتد
من منطقة شط العرب عبر شمال شرق الجزيرة
العربية إلى الجنوب ثم يتجه شرقا ويلتقي مع
نهر العرض (al Ard)
الذي سمي أيضا بنهر عفتان (Aftan)
القادم من نجد ويجريان معا (قد يكون عبر وادي
النجبية غربي قرية متالع وعريعرة) ليصبا في
خليج فارس
1-
خارطة بلاد العرب (Arabia)
المؤرخة في سنة 1734 م. (الخليج
العربي) في منطقة القطيف أو قريبا منها، وعلى
خارطة (Carte
de la Turquie de l’Arabie
et la Perse) المؤرخة في 1701م
(الخارطة 2) أن هذا النهر قد كون جزيرة شط العرب
(Isle
de chader) من رأس الخليج
العربي إلى القطيف.
2- خارطة (Carte
de la Turquie de
l’Arabie et la Perse)
المؤرخة في 1701 م. على
خارطة ([6]Partie
Occidentale d’une Partie d’Asie ou font les Isles de Zocotora, de
l’Amirante) المؤرخة في سنة
1730م (الخارطة 3) نجد أن نهر القطيف (El
Catif Riu)
يلتقي مع نهر آخر ليصبا في منطقة القطيف لكن
نهر عفتان الذي كتب نهر أستان (Astan
Riu) يمر من جهة
الأحساء (Ahsa) التي وضعت في
شمال القطيف ويصب في خليج القطيف والبصرة،
كما أن نهر بصرا (Balsera
R.) على هذه
الخارطة والذي قد يكون نهر الباطن الذي يصب في
شط العرب.
3- خارطة (Partie
Occidentale d’une Partie d’Asie ou font les Isles de Zocotora, de
l’Amirante)
المؤرخة في سنة 1730 م. ويلاحظ
أيضا على خارطة العرب (Arabia)
التي رسمت من قبل (Edwd. Weller F.R.G.S.)
رقم (XLVIII)
والمؤرخة بحوالي 1858م (الخارطة 5) أن ذكر وادي
عفتان (W.
el Aftan) وليس نهر عفتان
قد يدل على جفاف هذا النهر، إن هذا الوادي
امتداد
4- خارطة العرب (Arabia) التي رسمت من
قبل (Edwd. Weller F.R.G.S.)
رقم (XLVIII)
والمؤرخة بحوالي 1858 م. لوادي
الحريق في حوطة بني تميم وكان يصب في وادي
السهباء في منطقة الخرج، كما أن وادي السهباء
امتداد مباشر لوادي نساح في هضبة نجد وانه
يتجه شرقا ثم ينحرف إلى الجنوب الشرقي بالقرب
من حرض ويختفي في السهول الحصوية تحت رمال
الجافورة[7]
. ونلاحظ
هذا أيضا على خارطة الجزيرة العربية والديار
المصرية التي يرجع تاريخها إلى حوالي 1820م لكن
على هذه الخارطة ذكر اسم نهر عفتان الذي يمر
بالقرب من مدينة الأحساء ليصب في خليج فارس (الخليج
العربي) جنوب القطيف مقابل جزيرة البحرين. وكانت
الأودية في هضبة نجد مثل وادي نساح ووادي
حنيفة ووادي الحريق تغذي ذلك النهر القديم
نهر العرض (عفتان)، ونلاحظ هذا من على الخرائط
الحديثة خارطة الأفلاج[8]
إذ أن وادي الحريق يجري
في وادي السوط ثم وادي الرغيب (منطقة الدلم) ثم
إلى وادي السهباء، كما أن وادي حنيفة القادم
من منطقة الحائر يصب في وادي السهباء ومن ثم
يصب في سبخة مطي ومن ثم إلى الخليج العربي
وذلك من على خارطة يبرين[9]، كما أن بداية
وادي السهباء من منطقة الخرج وذلك من على
خارطة الرياض[10].
أن وادي الباطن في منطقة حفر الباطن من
صنع أحد الأنهار القديمة القادمة من هضبة
عالية نجد عبر وادي الرمة وكانت مياهه تصب في
شط العرب[11]ويلاحظ هذا على
خارطة (Witt,
Frederick de)
للجزيرة العربية وبلاد الترك وفارس التي يرجع
تاريخها إلى حوالي 1670م.
هذين
الواديين السهباء والباطن توقفا عن الجريان
المستمر وأصبحا من الأنهار الموسمية وذلك في
أواخر البليوسين وبداية البليستوسين وذلك
لأن تلك الفترات المطيرة لم تعد كافية وقادرة
على تغذية هذين النهرين باستمرار، أما في عهد
الهولوسين فكان هذين النهرين يجريان متقطعا
أو موسميا بعض الشيء وفي النهاية فقد سدت
أماكن كثيرة من وادي السهباء والباطن بالرمال
الزاحفة. كما أن وادي الدواسر
القادم من منطقة الدواسر ووادي الحمر القادم
من منطقة ليلى والأفلاج ووادي المقران الذي
هو امتدادا لوادي الشطبة من الأودية القديمة
والتي كانت الأنهار تجري فيها وكانت تقطع
الربع الخالي أو تصب فيه مكونتا تلك البحيرات
التي نرى رواسبها اليوم بين رماله[12]. الهجرة
المبكرة: لقد
عثر على بقايا الإنسان الأول إنسان هابيلس (Homo-Habilis)
أي الإنسان الصانع من قبل الباحثين
الإنجليزيين ريموند دارت (R.Dart) ثم لويس ليكي (L. Leake) في العديد من
المواقع من جنوب شرق أفريقيا في تنزانيا
وكينيا وأثيوبيا، ولقد عاش هذا الإنسان في
بيئة شبه صحراوية غنية بنباتات وحيوانات
السفانا، وعثر على بقايا عظامه وأسنانه
وجماجمه في طبقة جيولوجية أرخت بحوالي 2.5
مليون سنة (القسم الأول من العصر الحجري
القديم) وكانت ترافقه أدوات حجرية بدائية
الصنع، هذا النوع الأول من البشر لم يعثر له
على أية آثار خارج القارة الإفريقية مما يدل
على أنه لم يغادر أفريقيا حيث عاش فيها حوالي
المليون سنة قبل أن يظهر نوع آخر أكثر تطوراً
منه وهو الهمواركتس (Homo-Erectus) أي الإنسان
المنتصب القامة منذ حوالي 1.5 مليون سنة، ومع
قدوم الإنسان المنتصب ظهرت أشكال جديدة من
الأدوات الحجرية المصنعة ثم أخذت مجموعة
بشرية ولأول مرة أن تهاجر أفريقيا إلى آسيا عن
طريق سيناء (مثل: مواقع أم قطفة، مغاور
الكبارا، العبدلية في بلاد الشام) ودخولها
الجزيرة العربية من الشمال (مثل: موقع
الشويحطية[13])
أو عبر مضيق باب المندب (مثل: موقع شعيب دحضة[14]وهو
فرع من وادي نجران). الهجرات
المحلية القديمة: إن
عملية طغيان مياه الخليج العربي وانحسارها قد
أثرت على منطقة الخليج العربي من ناحية هجرة
السكان الساحلية، إذ أنه من الممكن أن يكون
هناك مواقع مغمورة لعصور حجرية قديمة في قلب
الخليج العربي ومستوطنات بدائية على ضفاف
أنهار كارون والكرخة ودجلة والفرات تراجعت
إلى اتجاه الشمال وإلى الغرب والشرق مع تراجع
هذه الأنهار وتقدم مياه الخليج، وقد يعلل هذا
الصورة القوية الراسخة في الأساطير
والكتابات الأدبية السومرية عن أرض دلمون (جزيرة
مملكة البحرين) على أنها الأرض الطاهرة أرض
الخلود والفردوس، وهذا ما قد يعرف بالهجرة
الإقليمية وقد يثبت هذا أن الأصل السومري هو
من منطقة الخليج العربي ؟. أما
في فترة حضارة العبيد فقد ارتفع منسوب مياه
الخليج العربي أكثر من خمسة أمتار عن مستوى
سطح البحر الحالي فغُمرت بذلك مستوطنات كانت
على الساحل كما في موقع الدوسرية[15]جنوب مدينة
الجبيل وموقع عين السيح[16]جنوب
الظهران الذي قد يكون من أكبر مواقع
الاستيطان المبكرة في الألف الخامس قبل
الميلاد على الساحل الغربي للخليج العربي. إن مياه الخليج
العربي القريبة من الشاطئ مياه ضحلة في معظم
المناطق وقد تتراجع الواجهة المائية أو تتقدم
على عرض عدة كيلومترات وذلك لتذبذب المياه
بين الارتفاع والانخفاض حتى استقرت في
منسوبها الحالي منذ حوالي ألف سنة، إن هذا
التغير يؤثر على خط الملاحة البحرية وعلى
الموانئ الطبيعية وعلى المدن والقرى
الساحلية. إن
هذا التغير على شواطئ الخليج العربي القديمة
على الساحل الغربي على مر السنين قد أجبر
السكان المحليين على الهجرة إلى أماكن أخرى
وأن يترك جماعات منهم مزاولة صيد السمك وجمع
محار اللؤلؤ وأن ينشغلوا بصيد الحيوانات
البرية أو بالرعي في الأماكن الداخلية من
المنطقة الشرقية أو بالزراعة أو التجارة في
الواحات الساحلية كواحة القطيف وعين السيح أو
في الواحات الداخلية كواحة الأحساء ويبرين
وواحات وادي المياه، كما أن هذه الأعمال
اليومية تكون موسمية أيضا حسب فصول السنة
والظروف المعيشية لتلك الأقوام.
العصور
الحجرية في المملكة العربية السعودية: إن المملكة العربية
السعودية لم تأخذ حقها العلمي في دراسة عصور
ما قبل التاريخ حيث جرت الكثير من الدراسات في
أوربة وأفريقيا ووضعت تقسيمات وتواريخ لتلك
العصور وتصنيفات لتلك القطع الحجرية المهذبة،
وكان الكثير من أوائل علماء الآثار الغربيين
يستبعدوا وجودها في الجزيرة العربية
لقحالة أرضها إلى أن تمكن لبعض من الرحالة أن
يخترقوا هذه الصحاري وان يقوموا بإبطال تلك
الفرضيات وكان من أوائل الرحالة الذين
التقطوا بعض من هذه القطع الحجرية المهذبة
سنت جون فلبي (John
Philby)
الذي جاء إلى الجزيرة العربية عام 1917م وهي
محفوظة في المتحف البريطاني وأيضا الرحالة
برترام تومس (Bertram
Thomas)
في 1932م يصف بعض القطع الصوانية المهذبة في
رحلة عبوره لصحراء الربع الخالي، وفي عام 1945م
أعطي للباحث بيتر كرنوال (Beter
Cornwall)
فأس حجري كبير الحجم من منطقة الدوادمي وأرخ
بالعصر الحجري القديم (Paleolithic). في نهاية الأربعينات
والخمسينات عرف الكثير من مواقع العصور
الحجرية من قبل رجال التنقيب الجيولوجيون من
شركة الزيت العربية وكثير من القطع الحجرية
المصنعة جمعت ومازالت تجمع إلى اليوم من قبل
الهواة الأجانب الذين يزورون بانتظام
الصحراء وضفاف البحيرات القديمة في أيام
العطل والأعياد كما أن بعض هذه المواقع
والقطع الحجرية قد درست ونشرت من قبل بعضهم
لكن ليس بدراسة منهجية علمية صحيحة. إن التعرف على
صناعات الأدوات الحجرية في المملكة العربية
السعودية مازال في المستوى البدائي ولقد تم
التعرف على الكثير من الأدوات الحجرية بشكل
مؤقت ووضعت في الترتيب الزمني الملائم على
أساس بعض أوجه الشبه بينها وبين المجموعة
الحجرية التي تم العثور عليها وتصنيفها في
أجزاء أخرى من الشرق الأدنى. ولقد
قامت إدارة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف
في عام 1976م بتنفيذ أول مسح أثري شامل لمعظم
مناطق لمملكة العربية السعودية كما تم تكوين
وإدارة كل فريق ميداني بالتعاون بين أخصائيين
سعوديين وأجانب، وبالفعل فقد تم تعين الكثير
من المواقع الأثرية ومواقع العصور الحجرية في
أنحاء المناطق وإعداد التقارير المبدئية في
حولية الآثار العربية السعودية[17] "أطلال"،
وكانت هذه التقارير كما يلي: 1- التقرير المبدئي
عن المسح في المنطقة الوسطى (1398هـ / 1978م)،
إعداد كلا من يوريس زارينس، محمد البراهيم،
دانييل بوتس، كريستوفر ايدنز، أطلال العدد
الثالث، 1399هـ / 1979م. 2- التقرير المبدئي
عن مسح المنطقتين الوسطى والجنوبية الغربية
(1399هـ / 1979م)، إعداد كلا من يوريس
زارينس، نورمان هويلن، محمد البراهيم، عبد
الجواد مراد، مجيد خان، أطلال، العدد الرابع،
1400هـ / 1980م. 3- التقرير المبدئي
الثاني عن مسح المنطقة الجنوبية
الغربية،إعداد كلا من يوريس زارينس، عبد
الجواد مراد، خالد اليعيش، أطلال، العدد
الخامس، 1401هـ / 1981م. 4- تقرير مبدئي عن مسح
منطقة الرياض ( العارض)، إعداد كلا من يوريس
زارينس، عبد العزيز رهبيني، محمود كمال، 1401هـ
/ 1981م، أطلال، العدد السادس، 1402هـ / 1982م. 5- العصر الحجري
الحديث في الربع الخالي الغربي، إعداد
كريستوفر ايدنز، ، أطلال، العدد السادس، 1402هـ
/ 1982م. 6- تقرير عن التنقيب
في المواقع الآشولية قرب صفاقة – بالوادمي،
1402هـ / 1982م، إعداد كلا من نورمان م. هويلن، حسن
سندي، غانم وحيد وجمال الدين صالح سراج علي،
أطلال، العدد السابع، 1403هـ / 1983م. 7- حفرية في المواقع
الأشولية قرب صفاقة بالدوادمي في المملكة
العربية السعودية، 1403هـ / 1983م، إعداد كلا من
نورمان هويلن، جمال الدين سراج علي، أطلال،
العدد الثامن، 1404هـ / 1984م. 8- الاستكشافات
والتنقيبات الأثرية في موقع الثمامة الذي
يرجع تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، إعداد
كلا من حامد أبو درك، عبد الجواد مراد، محمد
البراهيم، أطلال، العدد الثامن، 1404هـ / 1984م. 9- التنقيبات الأثرية
جنوب تهامة، الموسم الثاني بالإضافة إلى سهي
217 – 107 والشرجة 217 – 172 عام 1405هـ / 1985م، إعداد
كلا من جوريس زارنس وحمد البدر، أطلال، العدد
العاشر، 1406هـ / 1986م. 10- تقرير عن موقع
يعود للعصر الحجري الحديث الأدنى (البليستوسيني)،
قرية الشويحطية في شمال المملكة العربية
السعودية، إعداد كلا من نورمان م. والين، جمال
سراج علي، حسن عثمان سندي، دافيد بيس، أطلال،
العدد العاشر، 1406هـ / 1986م. 11- الدراسات
الجيولوجية الآثارية للحياة البشرية القديمة
خلال عصر ما قبل التاريخ في منطقة الشويحطية
بالمملكة العربية السعودية، إعداد د. حسن
سندي، أطلال، العدد 1406هـ / 1986م. 12- مجموعة من المواقع
في جدة ووادي فاطمة، من إعداد نورمان م. والين،
جمال سراج علي، محمد أ. بدين، حسن عثمان سندي،
دافيد و. بيسي، أطلال، العدد الحادي عشر 1409هـ /
1988م. 13- الهجرات المبكرة
التي تمت في العصر الحديث الأدنى (البلايستوسيني)
داخل المملكة العربية السعودية وهو من إعداد
نورمان هويلنن، ديلبو. ب. ديفيز، ديفيد بيز،
أطلال العدد الثاني عشر 1410 هـ/1989م. 14- التفاوت في
الأدوات الحجرية ثنائية الوجه العائدة للعصر
الأولدواني المتطور والآشولي في المملكة
العربية السعودية، من إعداد نورمان م. هويلن و
ديفد دبليو. بيز، أطلال، العدد الثالث عشر، 1411هـ
/ 1990م. العصر
الحجري القديم والوسيط في المنطقة الشرقية:
ليس لدينا الآن أي برهان على وجود آثار من
العصر الحجري القديم (Paleolithic)
أو حتى العصر الحجري الأوسط (Mesolithic)
في شرق المملكة العربية السعودية إذ أن
الظروف المناخية أو البيئية في ذلك الزمن لم
تسمح بوجود تلك العصور القديمة أو أنها دفنت
تحت الكثبان الرملية في المنطقة أو أنها غمرت
بمياه الخليج العربي في عهد الهولوسين، كما
أن نتائج الدراسات العلمية الحديثة للأدوات
الحجرية التي قامت بها البعثة الفرنسية[18]للآثار
في دولة قطر تقلب المعطيات التي قدمتها بعثات
التنقيب الدنمركية[19]وان
المواقع التي أرخت بالعصر الحجري القديم
الأوسط إنما هي مواقع عصر حجري حديث و مواقع
تعود إلى فترة ثقافة العبيد. العصر
الحجري الحديث (Neolithic) في المنطقة
الشرقية: لقد
نُسب مؤقتا الكثير من الأدوات الحجرية
المكتشفة في المنطقة الشرقية إلى العصر
الحجري القديم الأوسط وذلك حسب التقسيمات
التي وضعها هولجر كابل Hoglar
Kapel في كتابه أطلس
ثقافة العصر الحجري في قطر سنة 1967م فقارن بذلك
بعض الباحثين[20]
القطع الحجرية في المنطقة الشرقية وصنفت
ونسبت بالخطاء إلى ذلك العصر. وبالرغم
من تنفيذ المرحلة الأولى من المسح الأثري
الشامل للمنطقة الشرقية من قبل إدارة الآثار
والمتاحف في عام 1396هـ / 1976م[21]،
ثم المرحلة الثانية لمسح المنطقة الشرقية في
عام 1397هـ / 1977م[22]،
وبالرغم من قصر مدة المسح وكبر مساحة المنطقة
الشرقية (تبلغ مساحة أراضي المنطقة حوالي 759628
كم2)
وتنوع تضاريسها من سهل ساحلي وصحاري وهضاب
فان هذا المسح قد قدم الكثير من مواقع تعود
لفترات إسلامية وفترات ما قبل الإسلام لكنه
لم يقدم الكثير عن مواقع العصور الحجرية.
يقدر
عمر العصر الحجري الحديث من 7500 إلى حوالي 5500
سنة قبل الميلاد وكان المناخ في هذه الفترة
رطب شبه مطير لكن مع الأسف لا تتوفر لدينا
معلومات عن العصور الحجرية في صحراء الربع
الخالي وعن
الاستيطان المبكر وذلك لعدم اكتمال المسح
الأثري في المنطقة الشرقية لكن بشكل عام لقد
سكن إنسان العصر الحجري الحديث صحراء الربع
الخالي إذ وجد الكثير من أدواته الحجرية
والصوانية بمواقع كثيرة كان معظمها بالقرب من
رواسب البحيرات القديمة إذ أن الظروف
المناخية والبيئية سمحت لذلك الإنسان من
التواجد في منطقة تعرف اليوم بمناطق كثبان
ورمال متحركة شديدة الحرارة والجفاف،
ولقد
استخدم هذا الإنسان في معيشته اليومية الرمح
والسهم والفأس والسكين وأدوات الطحن وغير ذلك
من أدوات حجرية مصنعة، واصطاد الحيوانات
البرية مثل الغزلان والمها العربي والبقر
الوحشي وطيور النعام. لقد
كان هذا الإنسان يتتبع تلك الحيوانات البرية
في هجرتها إلى مراعي جديدة حسب أوقات معينة من
السنة إذ أنها مصدر غذائه الرئيسي و أيضا مصدر
المصنوعات الجلدية التي استخدمها في حياته
اليومية، وعندما تغير المناخ من فترات مطيرة
إلى فترات جافة حسب فترات معينة، جفت تلك
البحيرات وتصحرت تلك الأماكن وزحفت الرمال
وتغيرت تلك البيئة فلم يستطع هذا الإنسان أن
يقاوم هذا التغير البيئي فاتجه إلى مناطق
مختلفة من المملكة العربية السعودية وأماكن
مناسبة لحياة جديدة فاستوطن الواحات كواحة
يبرين وواحة الأحساء والقطيف وأيضا بالقرب من
العيون والينابيع التي اشتهرت بها المنطقة
الشرقية، ولقد وجدت مجموعات من الأدوات
الحجرية المصنعة في مواقع مختلفة من مناطق
يبرين وهي تشمل فؤوس وشفرات ومقاشط وسكاكين
والغالبية العظمى من هذه الأدوات ذات حدين
كاملة التهذيب، وبوجه عام يمكن القول أن
مواقع العصر الحجري في يبرين تعود إلى العصر
الحجري الحديث[23]،
وتعتبر منطقة عين دار منذ وقت طويل كواحدة من
أكثر المواقع ثراء برؤوس السهام[24]. أما في منطقة ثاج
والحنى فقد وجدت القطع الحجرية المصنعة حول
السباخ وبالقرب من جبل البتيل الشمالي
والأوسط والجنوبي[25]. لقد كان سهولة وصول
القبائل العربية المهاجرة بسبب الجفاف
والتصحر إلى المنطقة الشرقية والى ساحل
الخليج العربي من داخل الجزيرة العربية عاملا
حيويا في تحركات السكان إلى الحزام الساحلي
كما إنها تيسر فهم التركيبة العرقية
والثقافية، ولقد كان الخليج العربي لسكانه
وسيلة الاتصال مع الدول والممالك المجاورة
ولتوسط المنطقة بين مراكز الحضارات القديمة
كحضارة الهند والسند وفارس شرقا وحضارة بلاد
الرافدين شمالا فقد ظلت هذه المنطقة في محور
تجاري وثقافي عبر القرون ومن ثم لم يكن
الانعزال بل كان التداخل بين تيارات ثقافية
لإنتاج مزيج جديد وهو ثقافة شرق الجزيرة
العربية وكانت التجارة هي أداة هذه العملية،
ولثقافة تلك المستوطنات وجهين إحداهما ساحلي
والأخر داخلي، ولقد تمثل الوجه الساحلي في
مواد أثرية وعضوية تشير إلى ممارسة السكان
آنا ذاك مهنة صيد السمك وجمع المحار والزراعة
وعلى التجارة البحرية عبر مياه الخليج بينما
اعتمد سكان الواحات الداخلية على الزراعة
والرعي والصيد وعلى التجارة الداخلية وبهذا
يبداء العصر الحجري النحاسي وفترة شبه
الاستقرار في المنطقة الشرقية. العصر
النحاسي (Chalcolithic) والعصر الحجري
النحاسي في المنطقة الشرقية: العصر
النحاسي هو عصر شبه استقرار في بلاد
الرافدين، وعرفت حضارته بحضارة العُبيد نسبة
إلى تل العُبيد الذي يقع بحوالي 6.5 كم إلى
الغرب من مدينة أور في جنوب العراق، وقسمت
حضارته إلى عدة مراحل: أولا-
مرحلة اريدو (5300 – 5080 ق.م) ثانيا-
مرحلة حجي محمد (5080
– 4340 ق.م) ثالثا-
مرحلة العبيد القياسية (4300 – 3900 ق.م) رابعا-
مرحلة العبيد الأخيرة (3900 – 3500 ق.م) ولقد
عرف العُبيديون طرق الري وتهجين الحيوان وصب
المعدن (النحاس) وأنتجوا الأواني الفخارية
باستخدام الدولاب البطيء ثم السريع، واخترع
الكتابة التصويرية التي ما لبثت أن تطورت إلى
الكتابة المسمارية فانتهت بهذه الخطوة
العملاقة عصور ما قبل التاريخ وبدأت العصور
التاريخية القديمة في أواخر الألف الرابع و
مطلع الألف الثالث قبل الميلاد في بلاد
الرافدين.
اكتشف في المنطقة الشرقية حوالي أربعين
موقعاً استيطانيا تعود إلى فترة ثقافة
العُبيد منها مواقع مهمة مثل موقع الدوسرية
وموقع عين السيح وعين قناص وأبو خميس[26]،
وتعتبر هذه المواقع صغيرة جدا مقارنة مع
المواقع العبيدية في بلاد الرافدين، وكان
الاتصال الحضاري بين الساحل الغربي للخليج
العربي وجنوب بلاد الرافدين على شكل تبادل
تجاري بسيط قد يكون معظمه من المنتجات
البحرية وبالمقابل استيراد الفخار العُبيدي
ومادة القار ونحن لا نعرف من ابتدأ أولاً
في الرحلات التجارية البحرية بين الطرفين أو
الرحلات الاستكشافية المبكرة لسواحل المنطقة
الشرقية لكن هذا الاتصال قد تم بالفعل في تلك
الفترة وقد يكون العُبيديون
أول من قام بهذا الاتصال وذلك في طريقهم
لجلب خام النحاس من أراضي ماجان (سلطنة عُمان)
وكانوا يتوقفون على شواطئ المنطقة الشرقية
للتزود بالماء والغذاء فكان سكان المنطقة
الأوائل يقومون بتقديم تلك الخدمات لهم خدمة
العبور.
إن المنطقة الشرقية لم تعرف العصر
النحاسي إذ انه لا توجد أدلة حتى الآن على أن
سكان المنطقة الأوائل قد صنعوا أدوات أو
أواني نحاسية أو أنهم استعملوا أساليب زراعية
معقدة ومتعددة مثل أساليب الري التي استعملت
في العصر النحاسي في بلاد الرافدين لذا فان
استمرار العصر الحجري أو ما يمكن أن نسميه
أيضا بالعصر الحجري النحاسي
في المنطقة الشرقية المتمثل في مستوطنات
فترة ثقافة العبيد مع بقاء عملية تصنيع
الأدوات الحجرية المشحوذة الوجهين من أدوات
قطع وقشط ورؤوس السهام الشائكة
ومن ثم انتهائها مع بداية العصر البرونزي
وظهور مستوطنات الألف الثالث والثاني قبل
الميلاد وآلاف المدافن في يبرين وأبقيق وجنوب
الظهران، وبهذا يبدأ التاريخ في شمال شرق
الجزيرة العربية وفي المنطقة الشرقية برموز
تصويرية تمثلت بالأختام الدلمونية[27].
إن المنطقة الشرقية وببيئتها القديمة
المتنوعة من صحاري وبحيرات وواحات وانهار
وشواطئ عبر آلاف السنين قد جمعت فآت بشرية
وأقوام عاشت حياة البداوة والاستقرار
والتأقلم في ضل المتغيرات البيئية
والجغرافية، هذه المتغيرات صنعت ثقافة
المنطقة الشرقية، هذه الثقافة لابد أنها أثرت
وتأثرت محليا وإقليميا في عصور ما قبل
التاريخ لكن لشح المعلومات لهذه الفترات
فإننا نجد الصعوبة في كتابة سطور هذا
التاريخ، لكن يمكننا قراءته بين رمال هذه
الصحراء و بين تلك البحيرات وعلى ضفاف تلك
الأنهار وعلى أطراف تلك الشواطئ القديمة
ويمكننا لمس هذا التاريخ في قطعه الصوانية
المصنعة و يمكننا أن نشاهد ذلك الإنسان وهو
يصطاد تلك الحيوانات البرية في رسومه[28]
الصخرية، لكن نفتقر لدارسي العصور الحجرية
ونفتقر للمتخصصين في العصور الحجرية ونفتقر
أيضا باحث الآثار في الحقل ينقب ليكشف لنا
ويقرأ لنا هذا التاريخ القديم في عصور ما قبل
التاريخ…
نبيل
يوسف الشيخ يعقوب
متحف الدمام الإقليمي
المصادر
والمراجع العربية: عبد
الله بن ناصر الوليعي، جيولوجية
وجيومورفولوجية المملكة العربية السعودية (أشكال
الأرض)، الفصل العاشر: الخليج العربي
والآثار الجيومورفولوجية لطغيان مياهه،
الطبعة الثانية 1417هـ – 1997م. آل
ملا عبد الرحمن بن عثمان، تاريخ هجر،
دراسة شاملة في أحوال الجزء الشرقي من شبه
الجزيرة العربية، الأحساء – البحرين –
الكويت وقطر، الجزء الأول، الطبعة الثانية،
1411هـ – 1991م. أطلال،
العدد الخامس، 1401هـ / 1981م. جاك
تكسيه، البعثة الفرنسية للآثار في قطر،
المجلد الأول، 1976-1977م، 1977-1978م. هولجر
كابل، أطلس ثقافة العصر الحجري في قطر،
تقرير البعثة الدانماركية للتنقيب عن الآثار
في الخليج العربي، المجلد الأول، 1967م. روبرت
آدم،آخرون، أطلال ، الاستكشاف الأثري
للمملكة العربية السعودية 1976م، تقرير مبدئي
عن المرحلة الأولى من برنامج المسح الشامل ،
العدد الأول، 1397هـ / 1977م. أطلال،
العدد الثاني،1398هـ / 1978م الشيخ
يعقوب، نبيل، يوسف ، الاستيطان المبكر في
المنطقة الشرقية "عين السيح"، مجلة الواحة،
العدد السادس والعشرون – الربع الثالث، 2002م. المصادر
والمراجع الأجنبية: Michael, Mckinnon, Arabia, Sand. Sea. Sky, 1990. McClure,
Harold A, Late Quaternary Palaeoenvironments of the Rub’ Al Khali, A
thesis submitted for the degree of Doctor of philosophy in the university of
London, 1984, Unpublished. Burkholder,
Grace, an Arabian collection; Artifacts from the Eastern Province, 1984 Al-Qasimi, Sultan Bin Muhammad, The gulf in historic maps 1478-1861,
second edition, 1999. Grace, Burkholder,
Ubaid sites and
pottery in Saudi Arabia, surface finds push back the prehistory of Saudi Arabia
a thousand years,
Archaeology 25, No. 4, New York, Archaeological Institute of America, 1972. H.
A. McClure and N.Y. al- Shaikh,
Arabian archaeology and epigraphy, Palaeogeography
of an
‘Ubaid
archaeological site, Saudi Arabia, 1993. T. G. Bibby with one chapter by Holger Kapel, Preliminary survey in
east Arabia 1968, reports of the Danish archeological expedition to the
Arabian gulf. Volume two, jutland archeological society publications, volume
XII. 1973. [1]
لمزيد من المعلومات عن تكون الخليج العربي،
انظر كتاب: جيولوجية وجيومورفولوجية
المملكة العربية السعودية (أشكال الأرض)
للأستاذ الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي،
الفصل العاشر: الخليج العربي والآثار
الجيومورفولوجية لطغيان مياهه،الطبعة
الثانية 1417هـ – 1997م، ص ص 429-435. أيضا المصدر: Michael, Mckinnon, Arabia,
Sand. Sea. Sky, 1990, pp 15 – 21. [2]
لمزيد من المعلومات عن المناخ والبحيرات
القديمة في الربع الخالي في حقب الدور
الرابع انظر: McClure, Harold A, Late
Quaternary Palaeoenvironments of the Rub’ Al Khali, A thesis submitted
for the degree of Doctor of philosophy in the university of London, 1984,
Unpublished. [3]
اعتمد الباحث على بعض الخرائط القديمة
كمرجع بالرغم من أخطائها الجغرافية وعدم
دقتها. [4]
آل ملا عبد الرحمن بن عثمان، تاريخ هجر،
دراسة شاملة في أحوال الجزء الشرقي من شبه
الجزيرة العربية، الأحساء – البحرين –
الكويت وقطر، الجزء الأول، الطبعة
الثانية، 1411هـ – 1991م، ص 19. [5] Burkholder, Grace, an
Arabian collection; Artifacts from the Eastern Province, 1984, p 29. [6] Al-Qasimi, Sultan Bin
Muhammad, The gulf in historic maps 1478-1861, second edition, 1999,
p 167. [7]
مرجع سابق، الأستاذ الدكتور عبدالله بن
ناصر الوليعي، جيولوجية وجيومورفولوجية
المملكة العربية السعودية، ص 63. [8]
لوحة رقم NF
38-NE التابعة لوزارة
البترول والثروة المعدنية، إدارة المساحات
الجوية، الرياض، الطبعة الأولى 1411هـ. [9]
لوحة رقم NF39-NW
وزارة البترول والثروة المعدنية، إدارة
المساحة الجوية، الرياض الطبعة الأولى 1407هـ
،و أيضا على خارطة الكدن لوحة رقم NF39-NE
وزارة البترول والثروة العدنية، إدارة
المساحة الجوية، الرياض، الطبعة الأولى 1411هـ [10]
لوحة رقم NG38-SE وزارة البترول
والثروة المعدنية، إدارة المساحة الجوية،
الرياض، الطبعة الأولى 1409هـ [11]
مرجع سابق، الأستاذ الدكتور عبد الله بن
ناصر الوليعي، جيولوجية وجيومورفولوجية
المملكة العربية السعودية، ص 266. [12]
انظر أبحاث جيولوجية مختلفة خريطة رقم A212-I
،خريطة جيولوجية للواحة الطويق الجنوبي
بالمملكة العربية السعودية، ، المقياس 1 : 000
500 ، وضع السادة ريتشارد برمكامب وآخرون، 1956م. [13]
شمال مدينة سكاكة في الجوف. [14]
أطلال، العدد الخامس، 1401هـ/1981م، ص 14. [15]
Grace, Burkholder, Ubaid
sites and pottery in Saudi Arabia, surface finds push back the prehistory of
Saudi Arabia a thousand years, Archaeology 25, No. 4, New York, Archaeological Institute of America, 1972, p 265. [16]
H. A. McClure and N.Y. al-
Shaikh, Arabian
archaeology and epigraphy,
Palaeogeography of an
‘Ubaid archaeological site,
Saudi Arabia, 1993, pp
107-125 [17]
تصدر عن إدارة الآثار والمتاحف بوزارة
المعارف السعودية، ولقد صدر العدد الأول في
عام 1397هـ الموافق 1977م. [18]
أنظر : جاك تكسيه، البعثة الفرنسية للآثار
في قطر، المجلد الأول، 1976-1977م، 1977-1978م. [19]
أنظر : هولجر كابل، أطلس ثقافة العصر
الحجري في قطر، تقرير البعثة
الدانماركية للتنقيب عن الآثار في الخليج
العربي، المجلد الأول، 1967م. [20]
لقد قارن وصنف الدكتور عبد الله مصري في
كتابه عصور ما قبل التاريخ في جزيرة العرب
الشمالية الشرقية تقسيمات كابل لدولة قطر.
[21]
انظر أطلال، العدد الأول، 1397هـ / 1977م، ص ص
25-35. [22]
انظر أطلال، العدد الثاني، 1398هـ / 1978م، ص ص
7-29. [23]
انظر: روبرت آدم،آخرون، أطلال، العدد
الأول، 1397هـ / 1977م، الاستكشاف الأثري
للمملكة العربية السعودية 1976م، تقرير
مبدئي عن المرحلة الأولى من برنامج المسح
الشامل، ص 32. [24]
أطلال، العدد الثاني،1398هـ / 1978م ،ص 8. [25]
انظر: Holger Kaple, Preliminary survey in east Arabia 1968,
jutland archeological society publications, volume XII. 1973, pp 59-60.
[26]
انظر: الشيخ يعقوب، نبيل، يوسف، مجلة الواحة،
العدد السادس والعشرون – الربع الثالث، 2002م،
الاستيطان المبكر في المنطقة الشرقية "عين
السيح"، ص ص 6 - 11. [27]
تعتبر الحضارة الدلمونية حضارة محلية وجدت
على أرض جزيرة مملكة البحرين كمركز وفي
المناطق المجاورة من بر شرقي الجزيرة
العربية (جزيرة تاروت وجنوب الظهران في
المملكة العربية السعودية وأيضا جزيرة
فيلكا في دولة الكويت)، وتكمن أهميتها في
أنها تحتل مكانا فريدا في الميثولوجيا
السومرية والبابلية القديمة باعتبارها
مكانا مقدسا له مواصفات الجنة أو الفردوس. [28]
وجدت الرسوم الصخرية في وادي المياه في
المنطقة الشرقية وهي تعود إلى العصر
الحديدي. |
|
Send E-mail to
TSN@The-Saudi.Net with questions or
comments about The Saudi Network. We are Looking for Business Sponsorship or Marketing Partnership |